تشابي والإبداع في كرة القدم
(FIFA.com) الاربعاء 23 يونيو 2010
Getty Images
يستعد المنتخب الأسباني لخوض ثاني مباراة "نهائية" له في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA. فعندما يلاقي نظيره التشيلي يوم الجمعة عند الساعة الثامنة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، بين جنبات ملعب لوفتاس فيرسفيلد في تشواني/بريتوريا، سيتحدد مصيره في المسابقة، بعد أن تعثر أمام سويسرا ثم انتعشت آماله بفوزه على هندوراس 2 – 0.
وقد تحدث قائد أوركسترا الفريق، تشابي، مع FIFA حول فلسفة لعب الفريق، وروح المودة التي توحد صفوفهم، والذكرى الطيبة التي ستتركها أفريقيا لديه وفي تاريخ منتخب الماتادور.
تتبنى أسبانيا فلسفة لعب خاصة جداً. وقد قال يوهان كرويف إن أسبانيا قدمت أفضل أداء رغم خسارتها أمام سويسرا. فما رأيك؟
نعم، إنني مولع بالإبداع في كرة القدم، شأني في ذلك شأن كرويف. نحن نحب هذا النوع من كرة القدم الهجومية والجذابة والجميلة. عندما تربح بهذه الطريقة يكون الرضا مضاعفاً. لقد فازت سويسرا بأساليبها التكتيكية الخاصة، والتي كانت تهدف لإبطال مفعول قوى أسبانيا الضاربة. وكان التعادل ليكفيهم، ولكنهم تمكنوا من تحقيق الفوز. وأنا لا أعرف ما يعنيه الفوز بهذه الطريقة لأنني لم أجربه. دائماً كنت ألعب من أجل الهجوم، وفلسفتي في كرة القدم واضحة ومحددة للغاية. لقد نشأت في برشلونة بهذا الأسلوب وهو الأسلوب الذي يعجبني. أعتقد أن الفوز بهذه الطريقة شيء جيد، فنحن نسعى لتحقيق النصر من الدقيقة الأولى في كل مباراة.
ما رأيك في مستوى هذه البطولة حتى الآن؟
الحقيقة أننا لم نشاهد كرة قدم جيدة حتى الآن في هذه البطولة. ولكن منتخبا الأرجنتين وألمانيا على سبيل المثال يقدمان أداءً جيداً جداً، إنهما فريقان جاءا إلى هنا ليفوزا بالمباريات. وكانت ألمانيا أفضل من صربيا، وكنا نحن أفضل من سويسرا، ولكنك إذا لم تسجل أهدافاً، لا تفوز. كما إن الفرق الأفريقية أدت بكل حماس وقدمت كل ما بوسعها، ولكن الحظ لم يحالفها. من المؤسف أننا لا نلعب كلنا كرة قدم هجومية هكذا.
منذ 11 سنة، توجت أسبانيا بطلة للعالم...في نيجيريا. وكان ذلك في كأس العالم تحت 20 سنة FIFA، وكان تشابي أحد أعضاء ذلك الفريق، هل سيعني ذلك شيئاً الآن؟
إنها ملاحظة ممتازة! لقد فزنا بكأس العالم آنذاك عندما هزمنا اليابان في النهائي 4 – 0. وكان ذلك الفريق يضم أيضاً إيكر كاسياس وكارلوس مارشينا، وها نحن هنا الآن مرة أخرى...إنها مصادفة جيدة في الواقع.
هل كان لذلك الإنجاز أثر معين؟
لقد جاء في اللحظة المناسبة لتقديم جيل عظيم من لاعبي كرة القدم، حيث جاء في وقت تطبيق قانون بوسمان في أسبانيا، ولم يكن لاعبو البلد يحظون بكثير من الثقة آنذاك. ولهذا أعتقد أن اللقب جاء في لحظة مناسبة للغاية. ما زال هناك لاعبون من هذا الجيل يلعبون حتى الآن في أندية كبيرة، كان نجاحاً كبيراً، وكان هنا في أفريقيا. يالها من ذكريات!
تعرفون، إيكر ومارشينا وأنت، ما يعنيه التتويج ببطولة العالم...
إنه إحساس رائع، شعور عجيب. لقد حققنا أقصى ما يمكن تحقيقه في مستوى تحت 20 سنة، ولا شك أنه يختلف عن كأس العالم للكبار، ولكننا كنا نشعر بأننا نستطيع أن نفعل ذلك مرة أخرى. في تلك البطولة هزمنا البرازيل 2 – 0 في الجولة الأولى، وعندئذ بدأنا نؤمن بقدراتنا. وقد بدأنا هذا العام بداية سيئة للغاية، ولكن لعل ذلك يكسبنا مزيداً من القوة ويمكننا من فعل شيء عظيم. ونحن بالطبع نأمل أن نكون في النهائي.
كثيرون منكم يعرفون بعضهم البعض منذ سنوات. ولكن كيف تتعايشون فيما بينكم في ظل التنافس بين الأندية، كما هو الحال على سبيل المثال بالنسبة لك ولإيكر كاسياس، فهو يلعب في ريال مدريد وأنت في برشلونة؟ هل الصداقة ضرورية في الفريق؟
أعتقد أن الجمهور الأسباني يتفق مع لاعبي الفريق الوطني، لأنهم يمثلون مجموعة أشخاص طبيعيين، يعملون بكل جدية، ويحبون كرة القدم. لا يهم إذا كان أحدنا من ريال مدريد والآخر من برشلونة. نحن ندافع عن بلد واحد، ونحن جيل من اللاعبين الذين يقدمون أفضل ما لديهم من أجل هذه الرياضة، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. سواء من هذا الفريق أو ذاك، نحن كلنا هنا نرتدي نفس القميص، نحن بكل بساطة نحب كرة القدم. وتسود بيننا روح صداقة طيبة للغاية في هذا الفريق. أعتقد أن المحافظة على الروح في المجموعة شيء في غاية الأهمية، وإيكر، كابتن الفريق، هو أول من يعمل على ذلك. إنه يهوى المزاح، وهو متواضع للغاية، ويكون دائماً على سجيته، يحب أن يوحد صف المجموعة وأن نفعل الأشياء معاً. إنه شيء رائع أن يكون لدينا هذا الكابتن، إنها ميزة كبيرة.