هل توجد مراهقة بعد سن الاربعين للرجال والنساء ؟؟
::
::
::
::
جهلة الأربعين : تعويض لمراهقة ضائعة أم هروب من الواقع
لكن ماذا يحدث لعدد كبير من الرجال بعد تخطي سن الشباب مستقبلين الأربعين ؟
هذا السن الذي من المفروض أن يتميز صاحبه بالحكمة والرشد والحلم والعقل الكامل المتكامل،خلاصة تجارب لا يستهان بها .
رجال كثر يتولد لديهم شعور بعدم الانسجام الزوجي والجنسي مع زوجاتهم دون التعبير عن ذلك، يثورون على واقعهم وربما يصل بهم الأمر إلى ثورة ذاتية يراجع فيها الرجل حياته وعلاقاته ،فيحاول تجديد ولملمة شبابه الذي يتسرب من بين أصابع يديه فيكثر من العلاقات مع نساء وفتيات صغيرات ويفرط في المغامرات العاطفية واللهو والسهرات ليثبت لنفسه وللجميع أن صلاحيته لم تنتهي بعد تاركا وراء ه عائلة وزوجة وأولاد ومسؤوليات والتزامات .
بعض المراهقين من الرجال في يومنا هذا لا يوفرون امرأة دون أن يحاولوا التحرش بها وإقامة علاقة معها فهذه الظاهرة باتت منتشرة بشكل مخيف بالرغم من أن الأمر له علاقة بنفسية الرجل ومدى تقبله للخطأ .
الفتور العاطفي :
ضغوط الحياة ( الأولاد،المسؤوليات،المستلزمات) كل هذا يحول الزواج إلى مؤسسة تعاني الروتين والرتابة
الحب لم يعد له مكان في ازدحام الطلبات والمسؤوليات ،الزوجة اكتفت وأخذتها هموم الحياة إلى أماكن أخرى ،أما الزوج الذي بدأ يشعر بالكآبة والإحباط والملل من الوضع يبحث عن كل ما ينقصه من البهجة والمرح خارج منزله متخذا من الحجج الغير مقنعة ذريعة له ( زوجتي لا تهتم بي ، همها الوحيد البيت والأولاد ،صوتها عال، ..........)
تكثر العلاقات الغير سوية والسهر مع الأصدقاء والتصرفات الغير عقلانية ،وقد يصل به الأمر إلى تدمير كل ما بناه وجناه في مرحلة الشباب من أجل علاقة عابرة وارتكاب المحرمات أو زيجات بأسماء مختلفة .
الظروف والحالة :
يفيد علماء النفس أن معظم الرجال يمرون بهذه المرحلة في حياتهم لكن تتباين شدة تأثير هذه الحالة على الرجال ،باختلاف الظروف ،حسب التركيبة النفسية لكل رجل ، فبعضهم قد ينشأ علاقات مع النساء في الظل والبعض الأخر يصاب بالكآبة والانطوائية والبقية يتمتعون بالعقل والحكمة والتفكير السوي.
الطلاق العاطفي:
بعد حالة الفتور التي تسود العلاقة الزوجية يحدث ما هو أخطر من الطلاق وفراق الطرفين يحدث ما يسمى الطلاق العاطفي فالملل تسلل إلى العلاقة الزوجية ولم يعد أي طرف يتكيف مع رغبات الآخر .
المرأة في سن الأربعين بحاجة إلى من يساندها ويرشدها ويسمعها ،
أما الرجل فلا يعرف كيف يهرب من حالة الكآبة التي تلازمه في هذا العمر
خاصة أن الزوجة لم تعد تلك الشابة التي اعتادت أن توفر له جميع حاجاته ورغباته
فيخرج للبحث عن امرأة أخرى تشبع له طلباته وتعيدله الحيوية المفقودة .
أعراض المراهقة :
كثير من الرجال يصبحون أكثر عصبية وتوتر و ينتابهم إحساس أن الحياة قد انتهت مما يسبب عندهم ردود أفعال غير محسوبة
وفي هذا العمر من الطبيعي أن تتراجع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة مما يولد عندهم رغبة بالإنفراد والوحدة ويعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من ذكرياته,
ويطلق عبارات(أنا محروم, ضاع شبابي)
يصبح الاهتمام بالشكل الخارجي والهندام أكثر من قبل يرتدون ملابس تجعلهم أكثر شبابا ولا تتناسب مع عمرهم وقد يستخدمون صبغات الشعر لإخفاء وقار العمر ناسين أن(الشيبة هيبة) ،يفقد اهتمامه بالأسرة ويبتعد عنهم تدريجيا ،ينظر إلى زوجته نظرة دونية ويخلق المشكلات ولا يرى فيها غير العيوب ليخلق لنفسه مبررات طيشه هذا وليخفف من توتر عذاب الضمير .
اكتئاب ، نوم كثير،فقدان الشهية والاستيقاظ عند منتصف الليل والبعض يصاب بالتعرق الشديد وسرعة دقات القلب .
أسباب جهلة الأربعين :
الفراغ العاطفي الذي يشعر به الزوج وفتور العلاقة الزوجية من أهم أسباب طيش منتصف العمر
وكثيرات هن الزوجات اللواتي يشعرن أزواجهن بعدم الرضا محاولين زعزعة ثقة الرجل بنفسه مما يولد عنده ردة فعل عكسية ،كما يؤدي تراكم الأعمال والمشاغل إلى هروب الرجل إلى علاقة تنسيه هموم العمل .
عدد كبير من الرجال يقومون بتقليد أصدقائهم الذين من عمرهم ويعيشون أزمة ما بعد الشباب فكيف يكون لصديقه صاحبة أو عشيقة وهو لا فيقوم بمحاكاته من باب الإنسجام أكثر مع المجتمع وإرضاء الذات .
وضعف الشخصية يجعل الرجل يبحث عن امرأة تبعث له إحساس بأنه محور الكون وليثبت لنفسه أنه مازال مرغوبا هذا الشعور الذي لم تعد زوجته تقدمه له .
ولا يجب هنا أن نلقي بالملامة كاملة على الزوج فكثيرات هن الزوجات اللواتي يفسحن المجال لهروب الزوج من البيت ،
فالمرأة المسترجلة التي تفتقد للأنوثة والأخرى المتطلبة وكذلك المتملكة.
حبيبته بعمر ابنته:
ظاهرة ربما غير طبيعية ولا صحية ولكنها للأسف الشديد باتت منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتصبح موضة اجتماعية يقوم بتقليدها الجميع دون تفكير .
رجل بالأربعينات وما فوق يحب ابنة العشرينات وخاصة المقتدرين ماديا يبحثون عن الصغيرة لتجديد شبابهم، لا تتوقف بهم أنانيتهم بأنهم نسوا أولادهم وزوجاتهم بل ليسرقوا ويقطفوا زهرة عمر فتاة بعمر بناتهم .
انها مرحلة انتقالية في حياة الرجل تجعله يقف مع ذاته ليعيد ترتيب أوراقه مستنكرا المرحلة الجديدة متحسرا على الشباب الذي يدير له ظهره ناسيا أن لكل عمر جماله وخبرته وطعمه الخاص الذي يجب أن يتذوقه كل شخص دون أن يحرق أي مرحلة عمرية من مراحل الحياة .
يقوم الرجل برمي كاهل العمر عن عاتقه يلهث وراء فتاة صغيرة دون خجل أو حياء ليتزوجها أو يصادقها ،يخرج معها إلى الأماكن العامة يهاتفها ليلا ونهارا متفاخرا بعلاقة لا تتناسب مع وقاره ووضعه الاجتماعي والأسري.