الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(21) سورة الروم
والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم لالذي تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك وهو الصادق المصدوق وقد حث على الزواج في أحاديث كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام – : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري ومسلم ، وروى الترمذي وأحمد والبيهقي عن أبي أيوب أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : ( أربع من سنن المرسلين؛الحياء والتعطر، والنكاح، والسواك) وروى الحاكم في المستدرك عن أنس –رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : ( من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه ، فليتق الله في الشطر الباقي ) والأحاديث في ذلك كثيرة جداً .
وبعد أحببت أن أورد هذا الموضوع وأعطيه جل اهتمامي لما فيه نفع لإخواني وأخواتي فقد كثرة المشاكل الزوجية وكثر الطلاق وتفكك الأسر وضياع الأولاد وكل هذا بسبب المشاكل الزوجية والاختيار الغير موفق أو السيئ وقد قسمت هذا الموضوع إلى أقسام .
أولا :- الكفاءة في الزواج :
يقصد بالكفاءة : المساواة والمماثلة ، والكفء المثيل والنظير ، والمقصود أن يكون الزوج كفؤاً لزوجته ، أي مساوياً لها في المنزلة والمركز الاجتماعي وغيره ، وكلما كانت منزلة الرجل مساوية لمنزلة المرأة ، ربما كان ذلك أدعى لنجاح الحياة الزوجية.
هذه الكفاءة ما موقف العلماء منها ، فبعضهم – كابن حزم – ذهب إلى عدم اعتبار الكفاءة ، فيرى ان أي مسلم مهما-مالم يكن زانياً- فله الحق في أن يتزوج أي مسلمة ما لم تكن زانية .
ثانيا ً: زوجة بلا كدر
الزوجة.. صديق العمر ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفيا إن كتبالله وأكمل الدرب أو تفرقا أن يستر العيب فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذيسيشاركك أدق تفاصيل حياتك حلوها ومرها طويلها وقصيرها فرحها وحزنها وحين تفكر فيالارتباط بامرأة ما ضع أمام عينك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائقالمليئة بالمفاجآت هل ستكون عونا لك أم أنها تتخلى عنك للوهلة الأولى؟
وضع أمام ناظريك سؤالا آخر: لولم يحصل بينكما الوفاق وطلقتها فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيهأولادك؟
قال شريح القاضي: "خطبت امرأة من بني تميم فلما كان يوم بنائي بهاأقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي فقلت: إنه من السنة إذا دخلت المراة على زوجهاأن يقوم ويصلي ركعتين ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها فتوضأت فإذا هيبوضوئي وصليت فإذا هي بصلاتي فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتهافقالت: على رسلك يا أبا أمية.
ثم قالت: الحمد لله أحمده أستعينه وأستغفره وأصلي على محمد وآله أما بعد: فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبيّن لي ما تحب فآتيه وما تكره فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثلك ولكن إذا قضى الله أمرا كان مفعولا وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به { إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
بعض النساء غليظات القلب، قاسيات الطبع، وبعض الرجال كذلك يتعاملون وكأن الزواج شركة ستنتهي يوماً من الأيام بالربح أو الخسارة، دون إحياء المشاعر في قلوبهم، ولذا كان حقيقياً بهؤلاء أن تبقى حياتهم جافة ليس لدفء المشاعر فيها مكان، قال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة". وورد عن علي رضي الله عنه أنه قال: "إن من سعادة الرجل أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبراراً وأخوانه شرفاء وجيرانه صالحين ورزقه في بلده.." فهل يعي هؤلاء الأزواج هذه الحقيقة؟!
ومن تمام العفة وعنوان السعادة ألا يفتح قلب الفتاة لأحد قبل أن يفتح لزوجها حتى تستطيع أن تعيش معه بعد ذلك سعيدة هانئة تتمتع بحياة زوجية مستقرة، ولابد أن يعرف أنه مهما سعى إلى الكمال في الحياة الزوجية فلابد من وجود النقص، ولكن العاقل هو الذي يغض الطرف عن بعض الأمور التي ليس من شأنها تعدي حدود الدين أو الأخلاق أو جرح الرجولة.
فيا أيها الرجل..
اعلم أن الزواج من أعظم أسس السعادة، فإياك والتفريط في الاختيار فتجني بعد ذلك الندامة والكدر