همستُ لهُ بنبرةٍ ممشوقةٍ بالنصرْ : إننا على بُعدِ خطوةٍ من الهروبِ الكبير !
كانَ الليل مُوشَّحاً بسوادٍ عظيم ، لم أستطِع رؤيَة تقاسيمِ ملامِحِه وأنا أزفُّ لهُ النبأ .. على الرغم من أنه كان تماماً بجانبِي !
زحفنا طويلاً .. كُنّا جاثمين على أركعنا نحبو ، كما يحبوا الرضّع أثناءَ فترةٍ من بدايةِ الحياة .. لكزَنِي ، قال بصوتٍ خافت: اسمع .. لا أستطيع إكمال المسير!
قلتُ لهُ بغضبٍ بادئ على نبرةِ صوتي : إن كنتَ جباناً كفاية .. فعد أدراجك !
وانهلتُ عليهِ بكمٍ كبيرٍ من الشتائم ، كانت حصيلةَ غضبي عليه ، لعلّه قد تحسس من فعلَتي ، قرأتُ ذلكَ في تصرّفه .. إنّ تلك الشتائم قد أفادت ، إنّه بدا يُسابقني الآن في الزحف بصمتٍ مُطبق !
تذكّر شيئاً .. قال لي : وإن داهمونا عندَ الحدود ؟!
- قلتُ لكَ أني حسمتُ الأمر .. سينتظرنا عندَ الحدود صديقٌ قديم ، سنصعد شاحنته وسيهرّبُنا تماماً كما يهرّبونَ المخدرات !
كِدتُ بعدها أسمعُ دقّات قلبه وهي تتلاشى شيئاً فشيئاً .. كما تخفتُ مؤشراتُ الـICG لدى المريض !
أحسستُ أنّهم سيداهِمونا ، ولكنني لم أنبس ببنتِ شفة !
قطع إحساسي صوتٌ بالغ ، وهو يرفع ملاءةَ السرير : أحمد .. أمّكَ تنتظِرك عند عتبَةِ الباب ، رشقتَهُ بنظرةٍ حُبلى .. أظنّ أنهُ علِمَ مرادها ![/center]
الأربعاء أبريل 14, 2010 8:38 pm
