آاب يدفع ابنته للدعاره
عندما تموت الاحاسيس تتبلد المشاعر
وعندما يفقد الانسان حنان الام وعطف الاب تصبح الدنيا في عينيه سوداء
وقد يكون هذا الانسان عاقا لوالديه حاقدا على مجتمعه منتقما من
وطنه فيضيع في متاهات التردي بكل اشكالها واحداثها المختلفة
فتاة في عمر الزهور شاء لها القدر ان تولد بين عائلة متسولة والاب يعمل موظفا ولكون
راتبه لا يغطي تكاليف المحرمات التي يرتكبها في حق نفسه وفي حق اسرته
اجبر زوجته وابنائه على التسول لتحقيق رغباته اما الام فلا تملك من امرها شيئا سوى
الطاعة له والخوف منه عاشو جميعا في الطرقات والاسواق والازقة يسالون الناس
اما هي فقد كبرت فاجبرها والدها على التسول وكان يشجعها تارة بالترغيب
لتحصيل الاموال وتارة بالترهيب والضرب ان امتنعت توسلت اليه بكت فلم يرحم دموعها
كانت امنيتها ان تكمل دراستها حتى ودعت احلامها ورضخت لواقعها فاعتادت الخروج
الى الشوارع وحدها للتسول للطواف بالاسواق والمحلات والاماكن المزدحمة والجلوس
بجانب المساجد ولا تعود الا بعد ان تميل الشمس الى الغروب ولكن عودتها للمنزل ليست
لمعانقة امها او ابيها انما لترمي اليهم بعض ما حصلت عليه وتعود ادراجها خارجة مرة
اخرى للشوارع وهي تعلم بانها عرضة للذئاب البشرية
فقد اغراها احدهم بالمال بعد ان قدم لها مبلغا كبيرا بالنسبة لفتاة في عمرها
ودعاها الى العشاء في احد المطاعم الفاخرة لتبادل الاحاديث فلم تصدق ماسمعت
وافقت لتلبية رغباته بمجرد مفاتحتها في الموضوع وبدات رحلة جديدة في حياتها
فتمكن منها وافقدها عذريتها اي اغلى ماتملكه الفتاة لكنها لم تعر اي اهتمام لما
فقدت لانها عثرت على سبل اكثر سهولة من التسول واسترحام الناس وان ما ستجنيه
من مال بهذه الطريقة يغنيها عن التسول والتسكع في الشوارع
تغير حالها اصبحت تبيع جسدها وعفتها وفي حالة صحوة يلاحظ ابوها هذا التغير
المفاجئ ويتعجب من المال الذي تجلبه له فادرك باحساسه الابوي ان التسول لا يجني
هذه الاموال وانما ابنته تدفع نفسها الى الهاوية في سبيل الحصول على المال الذي كان يدفعها لجنيه
وبدا الندم والحسرة تعتصرانه ليلا ونهارا على ماجنت يده بابنته فعاد الى رشده وتاب
الى الله وحاول مرارا وتكرارا بان ينغذها من هذا الوحل ولكنها صرخت في وجهه
قائلة (انت من اوصلني الى ماانا عليه الان)
نزلت كلماتها عليه كالصاعقة فزلزلت شرايين قلبه فلم يستطع تحمل تلك الكلمات ومرض
مرضا شديدا ومات بعد فترة قصيرة موصيا اياها بان تبتعد عن دروب الحرام وبعد وفاته
لجات الى احدى الجمعيات لمساعدتها فلم تبخل عليها وخصص لها مبلغا شهريا يعينها
على مصاعب الحياة وبدات حياتها تتغير بعد ان بدات تدرس في محو الامية وكلها امل
ان يغفر الله لها ولابيها ,نسال الله ان يثبتها