حماس الشباب ..وثقة الخبرة..كانتا السمة البارزة للقاء أنترميلان وبرشلونة ولكل من جوزيه مورينيو المدير الفني للأنتر وبيب جوارديولا العقل المدبر للفوضي العارمة التي يرتكبها برشلونة أمام الفرق المنافسة نجاحاته التي يفخر بها.
العاملون بالمجال التدريبي قد لا يتوقفون أمام التفاصيل البسيطة التي يمر بها من يقابلونه في مواجهاتهم.ولكن مع فريق بحجم برشلونة وعقلية مثل جوزيه مورينيو الأمر مختلف.
درس جوزيه مورينيو كل صغير وكبيرة وعرف كيف يستفيد من الإرهاق الشديد الذي تعرض له برشلونة جراء الإنتقال من كتالونيا إلي ميلانو بالحافلة بسبب تفجر أحد البراكين في أيسلندا وتخلل الرحلة بعض الراحة في فرنسا فمنح برشلونة كل السبل المتاحة لاستنفاز الفريق لقوته خلال نصف الشوط تقريبا.
استطاع برشلونة تسجيل الهدف الوحيد له في اللقاء عن طريق بيدرو لتبدأ قوي الفريق في الانهيار تدريجيا واستغل شنايدر هذة الفرصة وعادل النتيجة قبل أن يخرج الفريقين للراحة في الشوط الأول.
وأحرز مايكون الهدف الثاني للأنتر بعد أن تسبب الخطا الدفاعي الذي وقع فيه خط دفاع برشلونة في سهولة أحراز اللاعب البرازيلي للهدف.
ولا يملك مورينيو سوي الهجوم بضراوة لاستغلال الحالة البدنية السيئة لبرشلونة فيدفع بأول تبديل بإشراك ديان ستانكوفيتش بدلا من بانديف لتنشيط الناحية الهجومية للفريق والإيحاء للجميع أن الهجوم هو السمة البارزة له طيلة فترة اللقاء.
ويحاول جوارديولا أن يوجه الفريق من علي الخط وهو قرارة نفسه يعلم أن ظهيري الجنب للفريق دانيل الفيس وماكسويل قد فقدا القدرة علي اللعب فيقوم بضم سيدو كيتا بجوار دانيل الفيس في محاولة لرأب الصدع في خط الدفاع علي حساب الجانب الهجومي لكيتا.
ويتقدم الأنتر بهجمة مرتدة علي مرمي فالديز ويسجل الهدف الثالث للنيراتزوري عن طريق دييجو ميليتو ليصل الانهيار إلي ذروته في الفريق الكتالوني.
اعترف جوارديولا بالهزيمة بشكل عملي فسحب أبراهيموفيتش الذي فقد هويته الهجومية ويدفع بإيريك أبيدال العائد من الإصابة ليلعب بجوار ماكسويل في الناحية اليسري ليحقق هدفين في رأسه وهما استمرار الضغط علي الأنتر هجوميا ومحاولة تدعيم الناحية اليسري لعدم قبول اي أهداف جديدة قد تزيد الوضع تأزما في الكامب نو.
يدرك مورينيو مدي المجهود الخارق الذي قام به مايكون فيسحبه ويشرك كريستيان كييفو لضخ بعض الدماء الجديدة في خط الدفاع.
وسمح جوارديولا بالتحرر الهجومي لمدافعه جيرارد بيكي في ظل الحالة الدفاعية البحتة للأنتر في آخر ربع ساعة من المباراة تخللها بصيص من الخطورة عبر الهجمات المرتدة.
ويخرج ميليتو المنهك ويدخل ماريو بالوتيللي للإبقاء علي الرونق الهجومي للأنتر في المباراة وهو اعتراف من مورينيو أنه لا يريد أكثر من ذلك وكل ما يحتاجه هو مرور الوقت والخروج ظافرا بهذة النتيجة العريضة.
ويمر الوقت ويحاول برشلونة إضفاء الخطورة علي ملامح ما تبقي من المباراة حتي انتهت والسؤال الذي يطرح نفسه هل شعر الأنتر بالأمان بهذة النتيجة عقب رفضه الاستمرار في دربه الهجومي؟.
وسيسعي برشلونة لإراحة بعض نجومه في المباراة القادمة لبرشلونة في الدوري الإسباني علي اعتبار سهولة المنافس خيريز حتي يدخل لقاء أنتر المصيري بأسلحة مشهرة.
بينما يدخل الأنتر مباراته القادمة في الدوري الإيطالي أمام أتالانتا ويأمل في الفوز بها مع تعثر روما أمام سامبادوريا ليستعيد صدارة الكالتشيو.